مرض كرون أو مرض كرونز
هل يعتبر مرض كرون Crohn's disease مرض خطير؟
ما هو مرض كرون؟
يعتبر مرض كرون من الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز الهضمي حيث يعاني المصاب من التهابات في مختلف أجزاء الجهاز الهضمي ليشمله بالكامل) من الفم وحتى فتحة الشرج.
 |
| مرض كرون: الأعراض والأسباب وهل يؤثر على الزواج والحمل؟ |
(وغالبًا ما ينتشر هذا الالتهاب في الطبقات العميقة من الأمعاء، ويصنف من أمراض الأمعاء الالتهابية (IBD) وغالبًا ما يبدأ مرض كرون تدريجيًا تكون أعراضه خفيفة ثم تزداد حدة بمرور الوقت، حيث إن معظم من يعانون من هذا المرض يمرون بفترات من الهدوء (الوقت الذي تختفي فيه الأعراض) وتستمر تلك الفترات من أسابيع إلى سنين ثم تعاودهم مجددًا.
اقرأ: سرطان القولون
أسباب مرض كرون
إن السبب الرئيسي لمرض كرونز غير معروف إلا أن الباحثون يعتقدون أن العوامل التالية قد تلعب دورًا في التسبب فيه:
1- رد فعل المناعة الذاتية (autoimmune reaction)
يعتقد العلماء أن أحد أسباب مرض كرون قد يكون رد الفعل المناعي الذاتي، وذلك عندما يهاجم الجهاز المناعي للشخص الخلايا السليمة في الجسم عن طريق الخطأ، ففي العادة يحمي الجهاز المناعي الجسم من المرض عن طريق تحديد البكتيريا أوالفيروسات أوالمواد الغريبة الأخرى التي يحتمل أن تكون ضارة ويقوم بمهاجمتها وتدميرها، ولذلك يعتقد الباحثون أن البكتيريا أو الفيروسات يمكن أن تحفز عن طريق الخطأ جهاز المناعة لمهاجمة البطانة الداخلية للأمعاء مما يتسبب بظهور العديد من الالتهابات.
2- الجينات (genes)
لقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم والد أو شقيق مصاب بمرض كرون قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
3- البيئة وعوامل أخرى
تشير بعض الدراسات إلى زيادة نسبة الإصابة بمرض كرون في الدول الصناعية، ومن العوامل الأخرى فإن الأدوية غير الستيرويدية (Nonsteroidal) المضادة للالتهابات والمضادات الحيوية وحبوب منع الحمل قد تزيد بشكل بسيط من فرصة الإصابة بمرض كرون. وقد يؤدي اتباع نظام غذائي يحتوي على دهون كثيرة إلى زيادة نسبة الإصابة بمرض كرون بشكل بسيط.
- يعتقد بعض الناس أن تناول أطعمة معينة أو الشعور بالتوتر أو الاضطراب العاطفي يمكن أن يسبب مرض كرون وهذا الأمر يعتبر خاطئ، ولكن في بعض الأحيان قد يؤدي الضغط الناجم من التعايش عند المصابين بهذا المرض إلى ظهور أعراض أسوء من التي يعانون منها، بالإضافة إلى أنه قد يجد بعض الأشخاص المصابين بالمرض أن بعض الأطعمة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض لديهم.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للمرض؟
يمكن لمرض كرون أن يصيب الإنسان في جميع الأعمار، ولكن تتزايد فرصة تفاقمه لدى أناس معينين وهم:
- الذين تترواح أعمارهم من 20-30 سنة.
- الذين لديهم أشخاص مصابون من نفس العائلة.
- المدخنين.
ما هي أعراض وعلامات مرض كرونز
تختلف أعراض مرض كرون من شخص لآخر إلا أن هناك بعض الأعراض المشتركة لدى الكثير من المصابين:
الأعراض الأكثر شيوعًا:
- الإسهال.
- آلام وتقلصات في البطن.
- فقدان الوزن.
وهناك أعراض تظهر في الغالب على المصابين:
- الشعور بالتعب.
- الغثيان وفقدان الشهية.
- الحمى.
- فقر الدم.
- ظهور تقرحات في الفم.
- الناسور أو الباسور: حدوث آلام في منطقة فتحة الشرج أثناء التصريف بسبب وجود الالتهاب المحيط بتلك المنطقة.
- ظهور دم في البراز.
وكما ذكرنا سابقًا فإن هذه الأعراض تحدث في الجهاز الهضمي وبالتحديد في الأمعاء ولكن هناك بعض الأعراض التي تحدث خارج الأمعاء وهي:
- آلام المفاصل.
- تهيج العينين.
- مشاكل في الجلد تكون على شكل حبوب حمراء مؤلمة تظهر تحت الجلد.
ونخص بالذكر إلى أن هناك أعراض توجب الذهاب للطبيب المختص وهي:
- ظهور الدم في البراز.
- الإسهال الذي يدوم لأكثر من 7 أيام.
- آلام وتقلصات متكررة في المعدة.
- فقدان مفاجئ للوزن.
- بطئ النمو لدى الاطفال.
هل مرض كرون خطير؟
بشكل عام لا يعتبر مرض كرون من الأمراض التي تهدد الحياة، ولكن قد ينتج عنه مضاعفات خطيرة يجب التعامل معها فورًا وهي:
- الخراجات: وهي عبارة عن تجمع لسوائل وأوساخ داخل جيوب في البطن أو الجهاز الهضمي.
- الشق الشرجي: يمكن أن يؤدي كثرة الإسهال إلى حدوث تمزقات في فتحة الشرج تسبب الحكّة والألم والنزيف.
- انسداد الأمعاء: قد يؤدي النسيج الندبي الناتج عن النواسير أو الالتهاب، إلى حدوث تجمع للفضلات والغازات تعمل على انسداد الأمعاء بشكل جزئي أو كلّي، مما يجعل التخلص من البراز والغازات أمرًا صعبًا وهذا يتطلب إجراء عملية جراحية.
- فقر الدم: الإسهال المزمن قد يؤدي إلى حدوث سوء التغذية، وصعوبة امتصاص العناصر الغذائية، وبالتالي حدوث نقص في الكثير من المعادن الهامة للجسم وبشكل أخص نقص في مخزون الحديد، وهذا يؤدي إلى حدوث فقر الدم.
- النواسير: يمكن أن يسبب داء الأمعاء إلى حدوث فتحات غير طبيعية في جدران الأمعاء، والتي قد تصاب هذه الفتحات بالعدوى في بعض الأحيان.
- سرطان القولون: يزيد مرض كرون في الأمعاء الغليظة من فرصة حدوث سرطان القولون.
مرض كرون والزواج والحمل
من الممكن أن يمرّ الحمل على ما يرام في فترة الهدوء والتي لا يكون فيها أعراض، لذا يفضل محاولة الإنجاب في فترة ركود المرض، ولكن إذا حدث نوبات للمرض أثناء الحمل فهذا من الممكن أن يسبب بعض المشاكل الخطيرة وهي:
- الإجهاض، قبل اكتمال نمو الجنين في المرحلة الأولى.
- انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
- ولادة مبكرة قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل.
علاج مرض كرون
إنه لمن المؤسف عدم وجود علاج معروف لمرض كرون، إلا أن العلاجات المتواجدة حاليًا يمكن أن تقلل من الأعراض إلى حدٍ كبير وقد تؤدي إلى شفاء بعض الالتهابات على المدى الطويل، بالإضافة إلى قدرتها على إدارتها والتحكم فيها قدر المستطاع، وهي عبارة عن:
- المضادات الحيوية: تعمل الأدوية المضادة على معالجة ومنع حدوث العدوى أو الالتهاب الذي يؤدي إلى حدوث خراجات أو النواسير إلى حدٍ كبير ولفترة زمنية كبيرة.
- الأدوية المضادة للإسهال: يأتي دور هذه الأدوية في توقيف الإسهال الشديد مثل (لوبراميد - إميديوم إي دي).
- الستيرويدات القشرية: وهي الكورتيزون والبريدنيزون وغيرها؛ إذ تعمل هذه الأدوية على التقليل من حدوث الالتهابات الناتجة عن أمراض المناعة الذاتية.
- أدوية المناعة: تعمل هذه الأدوية على تثبيط جهاز المناعة الشدي، وهي السيكلوسبورين والآزوثيوبرين.
- راحة الأمعاء: حيث قد تحتاج في بعض الأحيان إلى التوقف عن الطعام والشراب لعدة أيام لمنح الأمعاء فرصة للشفاء، وفي هذه الفترة يتم تزويدك بالمغذي عن طريق الوريد لتعويض السوائل.
- الأدوية البيولوجية: وهي أجسام مضادة وحيدة النسيلة لقمع الاستجابة المناعية.
- الجراحة: من الصعب أن تعالج الجراحة مرض الكرون، ولكن يتم اللجوء إليها لمعالجة المضاعفات مثل الانسداد المعوي.
كيف يمكن السيطرة على مرض كرون؟
من الصعب الوقاية من مرض كرون، ولكن يمكن لتغيير نمط الحياة القدرة على التخفيف من أعراض ونوبات هذا المرض، وذلك باتباع هذه الطرق:
- التوقف عن التدخين.
- المحافظة على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الابتعاد عن التوتر والعصبية.
- اتباع حمية غذائية صحية مناسبة لمرض كرون.
تعليقات
إرسال تعليق